أشرف كاره يكتب: سوق السيارات المصرى.. بين البيضة والفرخة والدقيق

New boys won the championship

يشهد سوق السيارات المصرى بالفترة الأخيرة حالة من عدم الوضوح بسبب تضارب الآراء والأفكار الناتج عن التداعيات التى يمر بها السوق .. بدءاً بنقص تداول العملات الحرة والتى أثرت بشكل مباشر على إستيراد السيارات التامة الصنع أو الأجزاء اللازمة للتجميع المحلى ، ووصولاً للأزمات الإقتصادية الناتجة عن الحرب "الروسية – الأوكرانية" و كذلك حرب غزة ، وإنتهاءاً بالمستويات الكبيرة للتضخم وتخفيض التصنيف الإئتمانى لمصر عالمياً...

 

وفى خضم كل تلك التضاربات نجد إستمرارية للتصريحات الرسمية وغير الرسمية لإعادة تشغيل مصانع النصر للسيارات ، والتى عانينا من عدم تحققها على مدار عدة سنوات ماضية أثناء تولى هشام توفيق مسئولية وزارة قطاع الأعمال ، كما نجد على الجانب الآخر بطء غير عادى وأحياناً توقف فى تنفيذ العديد من مشروعات القطاع الخاص المخططة لتجميع المركبات بشكل عام والسيارات بشكل خاص .. وخاصة العاملة منها بالكهرباء ، وليس هذا فحسب فالأمر قد إنسحب على المشروع الضخم المزمع تنفيذه لدعم البنية التحتية بإنشاء 3000 محطة شحن للمركبات الكهربائية والتى تعطى 6000 نقطة شحن والذى كان مخططاً له أن يتم بالتعاون بين القطاع الخاص والحكومة ويستغرق تنفيذه 18 شهراً فقط !! ، وغيرها من المشروعات الهامة بهذا القطاع.

 

نعم ، نحن نقدر ما تمر به الدولة من ضغوط إقتصادية أثرت بدورها فى تعطل كافة تلك المشروعات ، ولكن أليس هناك حلول ناجزة لتجنب تلك التأخيرات المتوالية ... شأن طرح مثل تلك المشروعات لشركات تصنيع أو حتى تمويل عالمية (ولو بنظام الـ B.O.T.) ، أو إيكال تنفيذ مثل تلك المشروعات لشركات عالمية متخصصة بنظام الشراكة مع الشركاء المحليين بمصر ... أو غيرها من الحلول المحتملة دون تعقيدات أو التحكمات الروتينية الحكومية الشهيرة ؟ أعتقد أن الأمر أسهل من ذلك بكثير...

 

على الجانب الآخر، نجد عدد من شركات تصنيع السيارات المحلية قد بدأت فى توجيه كم كبير من إنتاجها المحلى للتصدير فى توجه إيجابى منها لتوفير عملات أجنبية كحصيلة لتلك العمليات التصديرية ومن ثم تدبير العملات الحرة لعمليات إستيراد المكونات الداخلة فى عملياتها التجميعية محلياً (وذلك كله أمر مطلوب ... بل ومحمود) ولكن إنعكس ذلك بدوره سلباً ومن ناحية أخرى على "شح" توافر تلك السيارات المجمعة محلياً للسوق المحلية فى مصر ، ومن ثم "إشتعال" أسعار بيعها بخلاف ما يضاف عليها من زيادات (Over Price) بواسطة التجار والموزعين إستناداً إلى مبادئ (العرض والطلب ، والندرة النسبية ، والمحتاج .. يدفع !!) وليصبح لسان الحال أننا ندور فى دوائر مفرغة وكأن ما يحدث على الأرض لا يحمل سوى التعليق الشهير : (البيضة .. وإلا الفرخة) ؟!.

 

أما رؤيتى الشاملة لحال سوق السيارات المصرى بهذه الفترة فينطبق عليها بيت الشعر الشهير والقائل:

(حظى كدقيق بحقل شوك نثروه ، وجاءوا بحفاةٍ عُراةٍ يومَ ريحٍ .. وقالوا إجمعوه)

كاتب متخصص في صحافة السيارات

رئيس قسم السيارات بجريدة وبوابة السوق العربية

رئيس قسم السيارات ببوابة صدى العرب

مقالات اخرى للكاتب

أضف تعليق

popup